بالصور.. اليوم السابع فى ورش صيانة مترو
الأنفاق.. الفنيون يؤكدون خلو المخازن من قطع الغيار.. والشركة تعاقدت على
قطع "غير مطابقة".. وأعطال بالخط الأول منذ أكثر من عام دون إصلاحها الخميس، 22 يوليو 2010 - 14:44
كتب رضا حبيشى
تكررت أعطال مترو الأنفاق فى الفترة الماضية لدرجة أنه لم يمر
أسبوع دون حدوث عطل سواء فى الخط الأول (المرج ـ حلون) أو الخط الثانى
(شبرا ـ الجيزة)، وتفاوتت درجات هذه الأعطال بين توقف تام لحركة القطارات
أو تخفيض سرعة القطارات إلى 12 كيلو مترا بدلا من 80 فى الطبيعى، والتخفيض
يكون نتيجة تعطل "السيمافور"، مما يستلزم معه تخفيض السرعة بينه وبين
"السيمافور" الذى يليه (يعنى بين محطتين)، وأعطال السيمافورات شبه يومية فى
الخط الأول، لأن الشبكة الكهربية به التى تغذى القطار بالكهرباء معطلة..
وأعطال "السيمافورات" غالبا ما يتم التكتيم عليها من قبل المسئولين بشركة
مترو الأنفاق، لأنه لا يصاحبها توقف لحركة القطارات.
لذلك قرر "اليوم السابع" القيام بجولة بورشتى صيانة قطارات مترو الأنفاق
بشبرا وطره البلد، لاستكشاف علميات الصيانة على الطبيعة والحديث مع الفنيين
والمسئولين بتلك الورش، ولأنه يعلم أن دخول صحفى لتلك الورش شىء غير مسموح
به من قبل المسئولين بالمترو، فاتجهت إلى المهندس محمد شيمى، رئيس شركة
المترو، كى أطلب منه السماح بالقيام بجولة بتلك الورش، وبعد أسبوع كامل من
المماطلة والتسويف رفض السماح لنا بالتجول بالورش، مؤكدا أن كل ما
باستطاعته هو إعداد موضوع عن عمليات الصيانة بنفسه مدعم بالصور وإرساله عبر
"الإيميل"، لأن دخول الصحفيين إلى الورش أمر غير مسموح به، وهو ما رفضه
"اليوم السابع"، مؤكدا أنه يريد التحدث مع الفنين والمسئولين بالورش ورؤية
عمليات الصيانة على الطبيعة، وأرسلنا خطابا إلى المهندس علاء فهمى، وزير
النقل، لعله يسمح لنا القيام بالجولة لكن لتاريخ اليوم لم نصل لشىء.
لذلك قررنا التجول فى ورش الصيانة دون الحصول على موافقة المسئولين..
وبالفعل ذهبنا إلى ورش الصيانة بطره البلد فى خلسة من المسئولين بالورشة،
مدعين أننا أحد السائقين بالخط الأول.. الغريب أننا وجدنا الورشة خالية من
العاملين ابتداء من الأرصفة الخمسة التى تجرى عليها عمليات الصيانة الدورية
للقطارات، مرورا بعنابر العَمرة المتوسطة والجسيمة، باستثناء القليل منهم
الذى لا يتعدى الرقم 10.. لم نر أية أعمال صيانة طوال جولتنا بالورشة التى
اقتربت من الساعة فى فترة الظهيرة.. كما لو كنا فى ورشة مهجورة.. لا يوجد
أية احتياطات للأمن الصناعى.. البواكى "عجل الجرارات" والفلنكات الخاصة
بالقضبان متراكمة وملقاة أمام عنبر العَمرة المتوسطة، وفضلات قطع الغيار
ملقاة فى أماكن متفرقة من الورشة جوارها براميل السولار والزيت.
لم نجد أمامنا سبيلا سوى الحديث مع الفنيين الذين نعرفهم معرفة شخصية أو
عامل المترو الذى اصطحبنا فى الجولة سواء أثناء الجولة أو بعد ذلك فى
اتصالات هاتفية، وغالبيتهم طلب عدم ذكر اسمه خشية من بطش المسئولين بالمترو
به.
الفنيون قسموا علميات الصيانة التى تجرى بالورش إلى صيانة دورية تتم كل
ثلاثة أيام تتضمن كشفا سريعا على حالة القطارات، وصيانة دورية كل ثلاث شهور
تتضمن عَمرة متوسطة للقطارات.. بحيث كل ثلاث أيام.. السبت والاثنين
والأربعاء.. تجرى عَمرة متوسطة لقطار، وصيانة دورية تجرى كل ثلاثة سنوات
تتضمن عَمرة جسيمة للقطارات، وقالوا هذا المفترض أن يتم، لكنه لا يحدث.
زين طه، فنى بقسم الأعطال بورش شبرا، اشتكى من عدم وجود قطع غيار بمخازن
الورش، قائلا: "أحيان نضطر إلى تفكيك قطع غيار من القطارات التى تجرى لها
عَمرات لتنفيذ علميات الصيانة الدورية التى مفترض أن تجرى للقطارات كل
ثلاثة أيام، وتتمثل فى الكشف على زيت "المواتير" وأبواب العربات وأجهزة
التكييف، وكذلك عند إصلاح بعض القطارات التى تحدث بها أعطال، لأن مخازن
الورش خالية من قطع الغيار".
وحمل طه المسئولين بشركة المترو مسئولية ذلك، وأنهم كثيرا ما اشتكوا من عدم
وجود قطع غيار لكن لم يستمع إليهم أحد، وقال: "إن المهندس شيمى لم يزر ورش
الصيانة منذ أكثر من أربع مرات منذ توليه منصبه فى بداية 2009، ولم يلتق
مرة واحدة بالفنيين ويستمع لشكواهم، وكل مرة كان يزور فيها الورشة كان
يقتصر لقاءه على مقابلة مديرين العموم فى أحد الكاتب، وأنه (الكلام لـ طه)
اتصل برئيس الشركة منذ ما يقرب من شهر هاتفيا، وأخبره بأن الفنيين تريد
مقابلته للحديث معه عن بعض المشاكل المتعلقة بالصيانة وعدم وجود قطع غيار،
لكن دون نتيجة.
وكشف طه عن تعاقد شركة المترو فى بعض الأحيان على قطع غيار مقلدة أو غير
مطابقة للمواصفات، وذلك أحد أسباب تكرار الأعطال لأنها سريعا ما تفسد، وهو
ما حدث عندما تعاقدت الشركة على ثلاث صفقات "مكثفات كهربائية" بقيمة 150
ألف جنيه خاصة بمحطات كهرباء ولا تصلح للقطارات، وعندما تم اكتشاف الأمر
كان "كبش الفدا" الفنى محمد أحمد أمين، والمهندس أحمد سعيد اللذان تم
إحالتهما للنيابة الإدارية التى أحالتهما فيما بعد للنيابة العامة، لأنهما
اللذان وقعا على محاضر التسلم.
وقال إبراهيم السيد، عضو اللجنة النقابية للعاملين بالمترو: "إن إهمال
الصيانة فى المترو وصل إلى أن الشبكة الكهربية بالخط الأول بين محطتى المرج
والمرج الجديدة متعطلة منذ أكثر من عام، وهناك تعليم للسائقين بألا تزيد
السرعة بين المحطتين عن 20 كيلو بدلا من 80، وكذلك بوابات الدخول والخروج
الإلكترونية بمحطة المرج جمعيها معطلة، وأيضا خمس بوابات بمحطة حلمية
الزيتون، وبوابات بمحطات منشية الصدر وكوبرى القبة، ورغم مرور أكثر من عام
على تلك الأعطال إلا أن الشركة المسئولة عن أعمال الصيانة بالخط الأول لم
تحاول إصلاحها.. وهى الشركة التى كان يشغل نائب رئيس مجلس الإدارة لها
المهندس شيمى والذى يشغل حاليا رئاسة شركة المترو.
وتابع السيد: "أعمال الصيانة بالمترو تكاد تكون معدومة، وذلك سبب تكرار
الأعطال وبالأخص أعطال السيمافورات، وأحيانا يقوم السائقون بالقطارات وهى
بها أعطال فنية تحت ضغط من رؤساء الإدارات المركزية للتشغيل.. والذى يرفض
الاستجابة للضغوط يتم اضطهاده، والسبب فى ذلك أن مساعد رئيس الشركة للصيانة
هو نفسه الذى يتولى منصب مساعد رئيس الشركة للتشغيل".
واللافت أن مشروع تحديث 52 قطارا بورش طره البلد وإجراء عمليات عَمرة جسيمة
لهم ـ الذى تقوم به شركة "الستوم" الفرنسية التى تتولى إدارة ورش طره
وشبرا والصيانة الدورية للخط الثانى ـ كان مفترض الانتهاء من تحديث أول
قطار منذ ثلاثة شهور، لكن لتاريخ اليوم لم يتم الانتهاء من شىء.