تحية معطرة بشذى الورد ، أقدمها لكل أمٍ حنونة ، لكل أمٍ ربّت وتعبت وحملت الكثير .لكِ يا أعزّ وأغلى وأجمل وأعظم حقيقة عرفها التاريخ ، هي الأم ، الأم وما أجملها من كلمة واللسان يتشرف بنطقها . الأم كلمة من أحرف قليلة ، لكنها تحمل في طيّاتها معانٍ كثيرة ، لا يمكن أن تنتهي بآلاف الكلمات والسطور !
يا للعجب ! جعلوا لكِ عيداً ، ربما لأنهم لم يعرفوا قيمتكِ الحقيقيّة ، ومتى كانت الأم تحتاج الى عيدٍ لنعرف قيمتها وأهميّتها ومكانتها ؟! ومتى أصبح حب الأم يُقاسُ بالاشياء المحسوسة ؟!
أيتها الامهات .. لن أقول لَكُنّ في هذه المناسبة كل عامٍ وأنتن بخير .. بل سأقول لَكُنّ اليوم وكل يوم أنتن الخير لكل عام ! لأنكن حَمَلتُنّ وعانَيْتُنّ الكثير من أجلنا نحن الأبناء ، ولو شكرناكُنّ دهراً لما استطعنا أن نُوَفِيَكُنّ حقوقكن . فلولا حنانكن لما أصبحنا على ما نحن عليه الآن ، ولولا تحفيزكن لنا لما وصلنا الى هذا الحدّ من العلم والمعرفة .
أشكُرُكُنّ يا أمهاتُ وسأظلّ أشكركن الى آخر يومٍ في حياتي .
الأم هي بنظر الناس أمٌ ، لكن بنظري هي أروع ملاكٍ وأجمل هديةٍ أهدانا الرحمن إياها . في عيد الأم تبقى الكلمات عاجزة في سطورها عن التعبير ، ويظل الكلام ناقصاً مهما اكتمل ، عن هذه الأم وعن هذه الكلمة التي لا تفارق شفاه الجميع ، ستبقى الحروف صغيرة جداً عن تكوين كلمة شكرٍ تجاهها .
اعلمي أيتها الام أننا كلما رأينا الابتسامة على مُحيّاكِ تبتسم لنا الدنيا ، وكلما عَبَسْتِ عَبَسَتِ الدنيا في وجوهنا ، فلا تحرمينا لحظة هي أسعد لحظات حياتنا . لو كنتُ أملكُ الدنيا وما فيها لكانت تلك هديتي لكِ أماهُ بكل امتنان .. لكني لا أملك سوى قلبٍ بسيطٍ يحمل كثيراً من الحب والعرفان .. أهديهِ لكِ ولكل أمٍ في هذا اليوم نابضاً بالصدق مع أحلى الأماني .
أيتها الأمهات ..
نعتذر لَكنّ عن كل لحظة جفاءٍ قابلناكُنّ بها وعن كل أمرٍ عصيناكن فيه وعن أي تقصيرٍ قمنا به في حقكن .
نسأل الله أن يعيننا على طاعتكن وإرضائكن ، ونسأله أن يُكسِبَنا رضاكن ويجعلنا جميعاٍ من أهل الجنة .
أدامَكنّ الله تاجاً على رؤوسنا وشمعة في بيوتنا .. أطال الله في أعماركن جميعاً . تعجز كلماتي عن وصف الأم ، فلا أدري ماذا أقول سوى أحبكِ يا أمي .. لو كان هناك أكثر من الحب لأهديته لكُنّ أيتها الأمهات الغاليات .
أتمنى أن تنال كلماتي اعجابكن وأن ترسم ابتسامة على وجوهكن البشوشة