اجفان الحياه المدير العام
عدد المساهمات : 1095 نقاط : 336774 السٌّمعَة : 102 تاريخ التسجيل : 04/07/2009
| موضوع: الطريقه المثلى لتربيه اطفالنا لاتترددوا الإثنين أكتوبر 25, 2010 8:38 am | |
|
[size=16]مكانة الطفولة في الإسلام
بعد أن أشرقت شمس الإسلام على العالم أصبح الطفل من منطلق مبادئ الإسلام السامية صاحب حقوق ، بعد أن كان قبل ذلك قد حرم من أبسط حقوقه ، فالإسلام حين أتى حمل وأقر حق الطفل في الحياة، وكان هذا الحق – قبل الإسلام – موضع تساؤل . قال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم" وقال جل شأنه "قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم). والإسلام لم يقف عند هذا الحد بل نظر إلى الأطفال على أنهم عدة الحياة في المستقبل ، فإذا انتقلوا إلى السن التي تؤهلهم للتربية والتأديب أوجب على الوالدين أخذهم بالتربية السليمة والأدب الحسن ، وتعويدهم الفضائل وتوجيههم إلى الخلق السليم الكريم حتى يشبوا من نعومة أظافرهم لبنات صالحة خلقا وأدبا وتربية ، لكي يسيروا بسفينة الحياة في خضم المستقبل نحو شاطئ الأمان والاستقرار والسعادة . فاهتمام الإسلام بالأطفال ظاهر وواضح عبر آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة ، كما أن اهتمام الإسلام بالأطفال والطفولة لقي درجات عالية من التأكيد والحرص ظهرت في اتجاهات العطف والحنو عليهم والمعاملة الطيبة والاهتمام بالفقراء في أن يتساووا في تعلمهم مع غيرهم . وفيما يلي توضيح لبعض مظاهر اهتمام القرآن الكريم بالأطفال واهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالأطفال وكذا اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم :
اهتمام القرآن الكريم بالأطفال : أهتم القرآن الكريم بالأطفال منذ بواكير الطفولة بالأطفال فقد ذكر القرآن الكريم أن الله عز وجل حرم قتل الأولاد خشية الفقر كما حرم وأد البنات خشية العار وقد نفى القرآن الكريم ذلك صراحة فقال : (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم). وعن وأد البنات قال تعالى: (وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت). وقد حث القرآن الكريم الآباء على رعاية الأولاد والاهتمام بهم لأن فى ذلك مثوبة لهم ودليل على عملهم لصالح الطيب قال تعالى: (ونكتب ما قدموا وأثارهم). تشير هذه الآية إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يكتب للمرء أعماله فقط ، بل يجزيه أيضا عن آثاره بعد موته إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولما كان الأولاد من أعظم أثار المرء ، لذلك فإنه تعالى يكتب لأبويهم ثواب ما يعطونه من حسنات دون أن ينقص من حسناتهم شئ كما يكتب لأبويهم سيئاتهم إذا أهملوا فى تربيتهم . وقال جل ذكره: (يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نار).... "عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال فى قوله عز وجل ) قوا أنفسكم وأهليكم نار)، قال : علموا أنفسكم وأهلكم الخير" قال الفخر الرازى في التفسير "قوا أنفسكم" أى بالانتهاء عما نهاكم الله عنه، وقال : أن يؤدب المسلم نفسه وأهله ، فيأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر ، وقال في الكشاف: "قوا أنفسكم" بترك المعاصي وفعل الطاعات ، وأهليكم بأن تؤاخذوهم بما تؤاخذون به أنفسكم . وقال أيضا جل ذكره: (والذين يقولون ربنا هب لنا أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وجعلنا للمتقين إماما). فالمؤمنون الواعون حريصون – كما تشير هذه الآية الكريمة – على أن تكون ذرياتهم صالحة – لتكون قرة أعين لهم وزخراً في حياتهم وبعد حماتهم . فما أشقى الذين يهملون تربية أبنائهم وبناتهم . ولو أمعنا النظر في القرآن الكريم لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى قد جمع قواعد تربية الطفل في بضع آيات فلننظر إلى قوله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي والديك إلى المصير …… إلى قوله تعالى وأقصد في مشيك وأخفض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير). ويعلق أحد الباحثين على هذه الآيات بقوله : إن هذه الآيات تشتمل على القواعد التربوية الآتية ، لتنشئة الطفل وتربيته التربية الفاضلة التي يرضاها الله سبحانه وتعالى : 1- توحيد الله سبحانه وتنزيهه عن الشرك لأن الشرك ظلم عظيم . 2- شكر الله على نعمه باتباع أوامره واجتناب نواهيه . 3- شكر الوالدين : وعن ابن عبينة قال : من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله ومن دعا للوالدين في أدبار الصلوات الخمس فقد شكرهما . 4- عدم طاعة الوالدين في الشرك بالله والمعصية . 5- مصاحبة الوالدين بالحلم والاحتمال والبر والصبر . 6- إتباع سبيل المؤمنين في الدعوة إلى الدين . 7- الإيمان باليوم الآخر والرجوع إلى الله الذي يحاسب على كل عمل. 8- الاعتقاد بأن الله مطلع على كل شئ وكل عمل معهما كان صغيراً من خير أو شر ، ومهما كان مجهولا أو خافيا عن الناس ، وأن الله سيحاسب عليه يوم القيامة . أي أن الله لا يضيع من عمل الإنسان شيئا ، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى : "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" . 9- التأكيد على إقامة الصلاة . 10- الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . 11- الصبر على المحن . 12- عدم التكبر على الناس وعدم الإعراض عنهم ووجوب الإقبال عليهم تواضعا . 13- السلوك المتواضع في الحياة . 14- خفض الصوت عند الحديث . 15- الاعتدال في المشي حتى يكون مشيا بين مشيين . ويقول ملا عثمان معلقا على هذه النقاط . (لو أمعنا النظر في هذه القواعد التربوية رأيناها شاملة لجميع الفضائل التي يحرص المربون على غرسها في نفس الطفل والتي تجعل منه إنسانا صالحا ، أو تعده للحياة إعدادا مثاليا في عقيدته وسلوكه ومعاملته ، ومن ناحية أخرى إذا قارنا هذه القواعد التربوية بمبادئ التربية الحديثة فى هذا العصر ، التي توصل إليها كبار المربين والمفكرين الأجانب ، فإننا لا نجدهم قد أتوا بشيء جديد وأن القرآن الكريم قد سبقهم إلى ذلك منذ قرون . فالمبادئ الحديثة للتربية تشمل النواحي الآتية: - 1- الناحية الدينية . 2 – الناحية العاطفية والانفعالية . 3 – الناحية العقلية . 4-الناحية الجسمية . 5 – الناحية الاجتماعية . 6 – الناحية الخلقية . وهذه المبادئ موجودة بشكل ضمني في القواعد التربوية الأنفة الذكر ، وإن دعاة التربية الحديثة لم يأتوا بجديد .
اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالأطفال : اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالأطفال وقد كان هذا الاهتمام قبل مولد الطفل وحين يولد يسر ويستبشر بمولده ابتهاجا بالطفولة وتعليما لأمته ليكون في نفوسهم هذا الشعور بمحبة الطفل والعطف عليه وإظهار الحنان نحوه . وقد روى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال : لما ولد الحسن رضى الله عنه سميته ، حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "أروني ابني ما سميتموه ؟ قلنا : حربا ، قال : "بل هو حسن" فلما ولد الحسين رضى الله عنه سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال :"أروني ما سميتوه ؟" قلنا حربا ، فقال "بل هو حسين" فلما ولد الثالث سميته حربا ، فقال : "بل هو محسن" ثم قال إني سميتهم بأسماء ولد هارون "بشر وبشير ومبشر" . تخريج من البخاري . كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم أولادهم منذ ولادتهم ليضع في أفواههم بيده الكريمة شيئا من الطعام أو الماء أو الثمر . التماساً للبركة . الرسول صلى الله عليه وسلم عبر عن رحمته بالأطفال وشعوره الخاص نحوهم بطرق مختلفة فكان تارة يقبلهم ، وتارة يسلم عليهم ويلاطفهم في الحديث ، ويضمهم إليه إذا كانوا من أبنائه أو أبناء بناته، وإذا كانوا صغارا في أيام ولادتهم الأولى يتناولهم بيديه الكريمتين ويجلسهم في حجره ، ويدعو لهم ويمسح على رؤسهم ، ويضع في أفواههم شيئا من الثمر بعد مضغه ، وأحيانا يناديهم بعبارات محببة إلى نفوسهم يسرون منها ويضحكون وغير ذلك من الأساليب التي تدخل البهجة على الأطفال وتنقلهم إلى جو من المرح والسعادة يكون له أعظ الأثر في حياتهم .
وفيما يلي طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدور حول هذه النقاط : * روى البخاري عن أبى قتادة الحارث بن ريعى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أطول فيها وأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه). في هذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه حتى ولو كان في الصلاة لا يريد أن يشغل أم الطفل عن ابنها عندما تكون متقيدة به في الصلاة ويبكى طفلها بسبب جوع أو ألم ، وتسمع الأم بكاءه وهى في الصلاة تتألم ولكنها لا تستطيع ترك الصلاة حتى تنتهي فيشق ذلك عليها وهنا يتدخل نبى الله ويعلمه ربه الحكمة فيتجور في صلاته ويعطى الفرصة للأم لتستجيب لنداء طفلها ، ويزول ما بها من قلق ومشقة ، وصدق الله تعالى حيث يقول "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" * روى البخارى فى الأدب المفرد عن معاوية بن أبى مزرد عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمع أذنا ، هاتان وبصر عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيديه جميعا بكفى الحسن أو الحسين صلوات الله عليهما ، وقدميه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أرقه" قال فرقي الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " افتح فاك" ثم قبله ثم قال : "اللهم أحبه فإلى أحبه " . * وفى الأدب المفرد أيضا ، عن يعلى بن مرة أنه قال "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعينا إلى طعام ، فإذا حسين يلعب في الطريق فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه، فجعل الغلام يفر هاهنا و هاهنا ويضاحكه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذه فجعل يديه في ذقنه والأخرى في رأسه ثم أعتقه ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "حسين منى وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ، الحسين سبط من الأسباط . في هذين الحديثين يرسم لنا النبي صلى الله عليه وسلم صورة رائعة لمعاملة الطفل وإدخال السرور على نفسه والنزول إلى مستواه ، ومعاملته بالطريقة التي يألفها ويحبها والدخول إلى العالم الذي يحيا فيه ومشاركته لخيالاته وأحلامه وانفعالاته ، فيسر الطفل بذلك أيما سرور، وبهذا تضاف الكلمات التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم ، والحركات التى قام بها ثبات إلى مرح التربية الإسلامية التي وضع هو نفسه أسس ذلك المرح بوحى من الله سبحانه وتعالى وتوجيهه. * وأورد ابن سعد في باب "ذكر من محاسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم قال : أخبرنا ثابت وأبو عمران الجونى عن أنس ابن مالك : يعثني النبي صلى الله عليه وسلم في حاجه فرأينا صبيانا فقعدت معهم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وسلم على الصبيان" . * روى عن عمر بن أبى سلمة رضى الله عنه ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كنت غلاما فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصفحة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك " فمازالت تلك طمعتى بعد" . * وفى حديثه صلى الله عليه وسلم "التراب ربيع الصبيان" تبدو لنا وثيقة تربوية رائعة يصدرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربية الطفل عن طريق اللعب بالتراب حيث أقر الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الوثيقة حقيقة تعليمية معاصرة في سيكولوجية التعلم فى مرحلة رياض الأطفال ، حيث لا تخلو روضة من رياض الأطفال من أحواض الرمال داخل الفصول أو في الفناء وقيمة هذا الحديث الشريف تظهر وتتضح حين نعلم أن أغلب مفاهيم الأطفال تكون وتفرز من لوحة من الرمل واللعب فيها. وخلاصة القول في هذا المجال أن الرسول صلى الله عليه وسلم اهتم بالطفولة وبالأطفال وأكد صلى الله عليه وسلم هذا الاهتمام بالقول وبالفعل وفى كل مناسبة كان يرسم لنا القدوة التي نسير خلفها في الحفاظ على كيان مستقبل الأمة والذي يظهر في أبهى صورة في هذه الطفولة الزاهرة .
اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم بالأطفال : لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة والعظة والسراج المنير الذي يهتدي به الصحابة رضوان الله عليهم في سكناتهم وحركاتهم وذلك من منطلق قوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر). وقوله جل ذكره: "وما أتاكم الرسول فخذوه ومن نهاكم عنه فانتهوا". . وقد وعى الصحابة رضوان الله عليهم أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم فى معاملة الأطفال والرفق والرحمة واللين والعطف عليهم وتقديره صلى الله عليه وسلم لدورهم فى المستقبل ، فاتبعوا سنته وسلكوا سبيله فى معاملة الأطفال وتربيتهم . ولما توفى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصلى عليه الناس ولم يحرموا الصبيان فى ذلك اليوم من ذلك الشوق العظيم فجعلوا لهم قسطا من ذلك ، وأتاحوا لهم الفرصة لإلقاء نظرة على جثمان نبيهم المسجى أمامهم ، وفاء منهم لرعايته إياهم وتوجيههه لهم وتحمله الأذى في سبيلهم . روى الوافدى فى المغازى عن ابن سعد قال : أول من صلى عليه ، يعنى النبى صلى الله عليه وسلم العباس ابن عبد المطلب وبنو هاشم ثم خرجوا ثم دخل المهاجرون والأنصار ثم الناس رققا رققا ، فلما انقضى الناس دخل عليه الصبيان صفوفا ثم الناس . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصى أصحابه بالرفق واللين بالصغار وكانوا رضوان الله عليهم يمتثلون لأوامره وتوجيهاته فقد روى عن أبى أمامه قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلامان فوهب أحدهما لعلى صلوات الله عليه ، وقال "لا تضربه" فإنى نهيت عن ضرب أهل الصلاة وإنى رأيته يصلى منذ أقبلنا" وأعطى أباذر غلامه وقال : "استوصي به معروفا " فأعتقه ، فقال : ما فعل ، قال : أمرتنى أن أستوصى به خيرا فأعتقته" . وعن أبى مسعود قال : كنت أضرب غلاما لى ، فسمعت صوتا من خلفى " اعلم أبا مسعود الله أقدر عليك منك عليه" فالتفتت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله فهو حر لوجه الله فقال : أما والله لو تفعل لمستك النار أو للفحتك النار" . وفى حوار سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليه ما يوحى بأنه كان حريصا على أن يقدم الآباء القدوة الحسنة والعظة للأبناء وذلك بالحرص عليهم وعلى التربية الصالحة التى ينشئون فيها فقد "جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه يشكو عقوق ولده فأحضر عمر الابن لينبهه إلى ضرورة طاعة والده ، فقال الابن : أليس للولد على أبيه حق يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر : بلى .. للولد على أبيه أن ينتقى أمه ، ويحسن اسمه ويعلمه القرآن . فقال الولد : فإنه لم يفعل شيئا من ذلك … فأمى رنجية كانت لمجوسى وسمانى جعرانا ولم يعلمني من القرآن حرفا . فالتقت عمر إلى الأب قائلا : أجئت تشكو عقوق أبنك وأنت عققته قبل أن يفعل وأسأت إليه قبل أن يسئ إليك . وخلاصة القول أن الأطفال قد نالوا مكانة كبيرة فى الإسلام وتجلت هذه المكانة من عناية القرآن بالأطفال والحفاظ عليهم ، والدعوة بين الحين والأخر للحفاظ عليهم ، والقرآن الكريم حين يفعل ذلك يحاول أن يضع اللبنات الأولى القوية ، لبناء مجتمع مسلم قوى قائم على أسس ومبادئ ترعى أول ما ترعى وتحافظ أول ما تحافظ على البذور التي سوف تثمر فيما بعد مكونة شعرة إسلامية وأرقة الظلال ، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن بمنأى عن هذا الاهتمام وهذه الرعاية ، فقد تعهد صلى الله عليه وسلم الطفولة وأخذ بيدها بكل رفق ولين ، وسار الصحابة رضوان الله عليهم خلف الرسول صلى الله عليه وسلم في الاهتمام بالأطفال ورعايتهم والحفاظ عليهم من أجل خير الأمة التي هي خير أمة .
[/size] | |
|